اللَّهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَيْهِ وعَلى آلِه
الفصل الرابع
نَبّأَنَا الله فَقَالَ جَاءَكُمْ نُورٌ **فَسُبْحَانَ الَّذِي أَنْبانَا
والنُّورُ طَهَ عَبْدُهُ مَنَّ بِهِ *في ذِكْرِهِ أَعْظِمْ بِهِ مَنَّانَا هُوَ رَحْمَةُ المَوْلَى تَأَمَّل قَوْلَهُ* فَلْيَفْرَحُوا واغْدُ بِهِ فَرْحَانَا
مُسْتَمسِكاً بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى ومُعْتَصِمَاً بِحَبْلِ اللهِ مَنْ أنْشَانَا وَاسْتَشْعِرَنْ أَنْوَارَ مَنْ قِيلَ مَتَــى كُنتَ نَبيّاً قَالَ آدَمُ كَانَا
بَيْنَ التُّرابِ وبَيْنَ مَاءٍ فَاسْتَفِقْ مِنْ غَفْلَةٍ عَنْ ذا وَكُنْ يَقْظانَا واعبُر إلى أسْرَارِ رَبِّي لم يَزَلْ يَنْقُلُني بَيْنَ الخِيَارِ مُصَانَا
لَمْ تَفْتَرِقْ مِنْ شُعْبَتَيْن إلاّ أَنَا **فِي خَيْرِهَا حَتَّى بُرُزيَ آنَا
فَأَنَا خِيَارٌ مِنْ خيَارٍ قَدْ خَرَجْتُ **مِنْ نِكَاحٍ لِي إلهيَ صَانَا
طَهَّرَهُ الله حَمَاهُ اخْتَارَهُ ومَا بَرَى كَمِثْلِهِ إنْسَانَا وَبِحُبِّهِ وَبِذِكْرِهِ وَالنَّصْرِ والتَّـوقِيرِ رَبُّ العَرْشِ قَدْ أَوْصَانَا
يا رَبَّنَا صَلِّ وَ سَلِّمْ دَائِمَاً عَلى حَبِيبِكَ مَنْ إِليْكَ دَعَانَا
اللَّهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَيْهِ وعَلى آلِهِ
الفصل الخامس
هذَا وَقَدْ نَشَرَ الإلهُ نُعُوتَهُ ** في الكُتْبِ بَيّنَهَا لَنَا تِبْيَانَا
أَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا **آتَيْتُكُمْ مِنْ حِكْمَةٍ إحْسَانَا
وَجَاءكُمْ رَسُولُنا لَتُؤْمِنُنَّ **و تَنْصُرُون وتُصْبِحُونَ أَعْوَانَا
قَدْ بَشَّرُوا أَقْوَامَهُم بالمُصْطَفى **أَعْظِمْ بِذَلِكَ رُتْبَةً ومَكَانَا
فَهُوَ وإنْ جَاءَ الأَخِيرُ مُقدَّمٌ **يَمْشُونَ تَحْتَ لِوَاءِ مَنْ نَادَانَا
يَا أُمَّةَ الإسلاَمِ أَوَّلُ شَافِعٍ **وَ مُشَفَّعٍ أَنَا قَطُّ لاَ أَتَوانَى
حَتَّى أُنادَى ارْفَعْ وَسَلْ تُعْطَ **وقُلْ يُسْمَعْ لِقَولِكَ نَجْمُ فَخْرِكْ بَانَا
وَلِواءُ حَمْدِ الله جَلَّ بِيَدِي ** ولأوَّلاً آتِي أَنَا الجِنَانَا
وَأَكْرَمُ الخَلْقِ عَلَى الله أَنَا فَلَقَد حَبَاكَ الله مِنْهُ حَنَانَا وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ فَتَرْضَى جَلّ مِنْ مُعْطٍ تَقَاصَرَ عَنْ عَطَاهُ نُهَانَا
بالله كَرِّرْ ذِكْرَ وَصْفِ مُحَمَّدٍ **كَيْمَا تُزِيحَ عَنِ القُلُوبِ الرَّانَا
يا رَبَّنَا صَلِّ وَ سَلِّمْ دَائِمَاً **عَلى حَبِيبِكَ مَنْ إِليْكَ دَعَانَا
اللَّهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عَلَيْهِ وعَلى آلِه
الفصل السادس
لَمَّـا دَنَـا وَقْـتُ البُـرُزِ لأَحْمَـدٍعَنْ إِذْنِ مَنْ مَـا شَـاءِهُ قَـدْ كَانَـا حَمَلَتْ بِهِ الأُمُّ الأَمِينَـةً بِنْـتُ وَهْــبٍ مَنْ لَهَا أَعْلَـى الإلـهُ مَكَانَـا
مِنْ وَالِـدِ المُخْتَـارِ عَبْـدِ اللهِ بـنِ عَبْـدٍ لمطَّـلِـبٍ رَأَى البُرْهَـانَـا قَدْ كَانَ يَغْمُـرُ نُـورُ طـهَ وَجْهَـهُ وَسَرَى إلى الابِن المَصُـونِ عَيَانَـا وَهُوَ ابْنُ هَاشِمٍ الكَرِيمِ الشَّهَـمِ بْـنِ عَبْـدِ مَنَـافِ بْـن قُصَـيٍّ كَانَـا وَالِـدُهُ يُدْعَـى حَكِيـمـاً شَـأَنُـهُقَـدِ اعْتَلَـى أَعْـزِزْ بِذَلِِـكَ شَانَـا واحْفَظْ أُصُولَ المُصْطَفَى حَتَى تَرَى فِـي سِلْسِـلاَتِ أُصُولِـهِ عَدْنَانَـا فَهُنَاكَ قِفْ واعْلَمْ بِرَفْعِهِ إِلـى اسْـــمَاعِيـلَ كَـانَ لـلأَبِ مِعْـوَانَـا
وَحِيْنَمَـاَ حَمَـلَـتْ بِــهِ آمِـنَـةٌ لَـمْ تَشْـكُ شَيْئـاً يأْخُـذُ النِّسْوَانَـا وَبِهَا أَحَاطَ اللُّطْفُ مِـنْ رَبِّ السَّمـاأَقَصَـى الأَذّى والهَـمَّ والأَحْزَانَـا وَرَأَتْ كَمَا قَدْ جَاءَ مَا عَلِمَـتْ بِـهِأَنَّ المُهَيْمِـنَ شَــرَّفَ الأَكْـوَانَـا بِالطُّهْرِ مَنْ فِي بَطْنِهَـا فَاسْتَبْشَـرَتْ ودَنَا المَخَاضُ فَأُتْرِعَتْ (1) رِضْوَانَا
وتَجَلَّتِ الأنْـوارُ مِـنْ كٌـلِّ الجِهـاتِ **فَوَقْـتُ مِيـلادِ المشَفَّـعِ حَانَـا
وَقُبَيْلَ فَجْرٍ أَبْرَزَتْ شَمْـسَ الهُـدَى **ظَهَرَ الحَبيـبُ مُكَرَّمَـاً وَمُصَانَـا